مزايا استخدام الأنابيب المجلفنة
تُوفّر الأنابيب المجلفنة، المستخدمة على نطاق واسع في الصناعة والبناء الحديثين، مزايا ملحوظة من حيث مقاومة التآكل، والمتانة الميكانيكية، وعمر الخدمة، والفعالية من حيث التكلفة، والاستدامة البيئية. يُسلّط العرض التالي الضوء على هذه المزايا استنادًا إلى المبادئ التقنية، والتطبيقات العملية، وتقييم السوق.
1. مقاومة فائقة للتآكل
القوة الرئيسية للأنابيب المجلفنة هي طلاء الزنك الواقي على سطحها. من خلال الجلفنة بالغمس الساخن (HDG) أو الجلفنة الكهربائية، تتشكل طبقة كثيفة من سبائك الزنك والحديد على الركيزة الفولاذية. نظرًا لأن الزنك أكثر نشاطًا كيميائيًا من الحديد، فإنه يتفاعل أولاً مع الأكسجين والرطوبة لإنتاج طبقة كربونات الزنك الأساسية (Zn₅(OH)₆(CO₃)₂)، والتي تعمل كحاجز فعال ضد التآكل.
تشير الدراسات إلى أن الطلاءات المجلفنة بالغمس الساخن توفر مقاومة للتآكل لمدة تتراوح بين 20 و50 عامًا، وهي مدة أطول بكثير من 3 إلى 5 سنوات التي تُلاحظ عادةً في أنابيب الصلب الأسود العادية. في بيئات مثل المناطق الساحلية أو المصانع الكيميائية، تُظهر الأنابيب المجلفنة مقاومة ممتازة لرذاذ الملح والأحماض والقلويات، مما يجعلها مثالية لأنظمة أنابيب المياه والغاز.
2. قوة عالية مع عمر خدمة طويل
لا تُحسّن عملية الجلفنة الحماية من التآكل فحسب، بل تُقوّي الفولاذ نفسه أيضًا. خلال الجلفنة بالغمس الساخن، يُغمر الفولاذ في الزنك المنصهر عند درجة حرارة تقارب 450 درجة مئوية، حيث ينتشر الزنك والحديد لتشكيل طبقة من سبيكة عالية الصلابة. يُحسّن هذا من مقاومة الضغط بنسبة تتراوح بين 10% و15%.
على سبيل المثال، تتحمل الأنابيب المجلفنة المستخدمة في سقالات البناء أحمالًا تتجاوز 600 ميجا باسكال، مع الحفاظ على استقرارها ضد التدهور الهيكلي الناتج عن الصدأ. إضافةً إلى ذلك، توفر طبقة الزنك حمايةً وقائيةً، مما يبطئ التآكل حتى عند تلف السطح جزئيًا. ووفقًا لبيانات السوق، تدوم الأنابيب المجلفنة المستخدمة في مشاريع الهندسة البلدية لأكثر من ثلاثة أضعاف عمر الأنابيب الفولاذية غير المطلية.
3. مزايا اقتصادية قوية
على الرغم من أن تكلفة الأنابيب المجلفنة تزيد بنسبة 20% إلى 30% عند الشراء مقارنةً بالأنابيب الفولاذية السوداء، إلا أن تكاليفها على المدى الطويل أقل بكثير. ففي أنظمة إمداد المياه، تقلل الأنابيب المجلفنة من الحاجة إلى إزالة الترسبات الكلسية بشكل دوري، وإعادة الطلاء، أو الاستبدال المتكرر. وقد أظهر تحليل أجرته إحدى شركات المرافق أن التكلفة الإجمالية لدورة حياة الأنابيب المجلفنة على مدى 30 عامًا تقل بأكثر من 40% عن تكلفة الأنابيب السوداء.
إضافةً إلى ذلك، تتميز الأنابيب المجلفنة بمعايير قياسية عالية، حيث تتراوح مواصفاتها من DN15 إلى DN200، ما يغطي غالبية احتياجات السوق ويقلل من تكاليف التصنيع حسب الطلب. وفي القطاع الزراعي، يمكن لمتانتها وسهولة تركيبها أن تخفض تكاليف الصيانة والتشغيل بنسبة تصل إلى 30%.
4. صديق للبيئة ومستدام
نظرًا لأن الزنك قابل لإعادة التدوير بالكامل، فإن الأنابيب المجلفنة تتوافق تمامًا مع معايير البناء المستدام. يمكن استعادة أكثر من 95% من الزنك الموجود في الأنابيب المجلفنة المهملة، ولا تتطلب إعادة تدوير الزنك سوى 30% من الطاقة اللازمة لإنتاج زنك جديد. على عكس أنابيب PVC أو الأنابيب البلاستيكية الأخرى، لا تُصدر الأنابيب المجلفنة غازات سامة أثناء التصنيع، ولا تُشكل أي خطر لتلوثها بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة أثناء الاستخدام.
بحسب بيانات من جمعية الحديد والصلب الصينية، بلغ معدل إعادة تدوير الأنابيب المجلفنة 82% في عام 2024، وهو معدل أعلى بكثير من العديد من المنتجات المعدنية الأخرى. بل إن بعض الدول المتقدمة تقدم حوافز ائتمانية للكربون لاستخدام المواد المجلفنة في مشاريع البنية التحتية واسعة النطاق، بما في ذلك أنظمة مترو الأنفاق.
5. تعدد استخدامات واسع النطاق
تُظهر الأنابيب المجلفنة أداءً فائقاً في مختلف المجالات:
البناء: مادة قياسية لأنظمة رشاشات إطفاء الحرائق نظرًا لمقاومتها الممتازة للحريق مقارنة بالأنابيب البلاستيكية.
الهندسة الكهربائية: تقاوم المواسير المجلفنة التآكل الناتج عن التيارات الشاردة تحت الأرض.
الزراعة: تدوم هياكل البيوت الزجاجية المصنوعة من إطارات مجلفنة لمدة تصل إلى 15 عامًا، حتى في المناخات ذات درجات الحرارة والرطوبة العالية.
صناعة السيارات: يمكن للألواح المجلفنة كهربائيًا المستخدمة في هياكل السيارات أن تتحمل أكثر من 1000 ساعة من اختبار رش الملح دون الصدأ.
